المقاومة أم إسرائيل! من استفاد من الهدنة وماذا بعدها حرب أم سلام؟

موقع فرانس اربعة وعشرون في سؤالها عن المستفيد والخاسر من الهدنة تقول ان حماس اخذت وضاية استراحة محارب وتستعد للاستئناث وعفق صحفة معاريف الاسرائيلية تقول ان الجيشة وقف في الهدنة لكن الاستخبارات تحركت للتحضير للشوت الثاني من النزال .

وهنا نحكي لك من استفاد من الهدنة اكثر وماذا بعدها ?

استراحة محارب في ادبيات الحرب يشير هذا المصطلح اي استراحة المحارب الى تلك المساحة التي تفصل بين اجزاء المعركة وفصولها وفيها ياخذ المحارب قسطا من الراحة ليعاين الاضرار ويحصل انجازات ويصوي بعينه وبندقيته نحو الاهداف الجديدة .

ما يتيح له العودة الى المعركة بنفسٍ اقوى وربما اكثر حدةً وقوة .

ووفق هذا التعريف فان في السؤال عن هدنة الاربعة ايام التي جرت بين اسرائيلة وحماس هي مفيدةٌ اكثر للطرف الذي يبني استراتيجيته على الصمود والمقصود هنا حماس .

وهذا الكلام على ذمة كلايف جونز استاذ الامن الاقليمي بجامعة دورهام في بريطانيا الذي قال بالحرف وفق ما نقل موقع فرانس اربعة وعشرون من الناحية العسكرية تعتبر هذه الهدنة بالنسبة الى حماس بمثابة استراحة المحارب واضاف ليس هناك ادنى شك في ذلك حيث ستمنحها فرصة لاعادة تجميع صفوفها ويعادة التمركز ويعادة دراسة استراتيجياتها .

وقال جونز ايضا ان بالنسبة للطرف الاخر ايتال ابيب فان وقف اطلاق النار لن ينفع بالضرورة القوات الاسرائيلية بنفس الطريق التي ستستفيد بها حماس .

وهذا كان اكبر هواجس الاسرائيليين قبيل الموافقة على شروط الهدنة .

خاصة وانها اشتاحت شمال القطاع بريا وبات لها في غزة جنود وعدة وعيتاد .

هذه جميعها سيتمكن الحمسويون من رصدها .

وبالتالي فان ضرباتهم القادمة لن تكون عشوائية ولن تتطلب الكثير من الجهد والبحث عن الاهداف .

كما ان الهدنة ستمنحهم فرصة لرص صفوفهم من جديد واعادة التنسيق فيما بينهم ومد المربطين منهم على الثغور وفق ادبيات المقاومة بالعتاد والسلاح والمؤن .

وهذا ما المح اليه الناطق باسم حماس ابو عبيدة في احد خطاباته حين تحدث عن مقاتلين موجودين في مواقعهم منذ اكثر من شهر ومزال ثابتين فيها .

وبالتالي فان هؤلاء ستكون لديهم فرصة راحة حتى لو مؤقة والتزوود للتمكن من الصمود في الجزء الاخر من الحرب .

خاصة ان الحرب في اساسها اعتمدت فيها اسرائيل وعلى الضغط المتواصل على حماس لاضعافها عن طريق الضرب من كل الجهات وبرا وبحرا وجوا بحيث لا تعطي فرصة للمقاتلين الفلسطينيين لرص صفوفهم او اخذ النفس لتصبح هذه الهدنة كانت بمثابة الفرصة لحماس لكن ماذا عن اسرائيل ?

حرب الاستخبارات بدورها تل ابيب ووفق ما ذكرت صحفة معرف الاسرائيلية فانهم يدركون مدى خطورة هذه الهدن عليهم وعلى جنودهم الذين يتواجدون في غزة لذا جاءت التوصيات للجنود للتحرك المستمر وتغيير مواقعهم فهم يدركون ان الثبات في موقع واحد يعني انتحارا لهم .

لان مقاتل حماس بسهولة سيتمكنون من الانفراد بهم في حال حدد موقعهم .

لذا يطبقون الآن استراتيجية التحرك والتغيير .

هذا من ناحية .

ومن ناحية نخرى تحركت استخباراتهم ووحدات جمع المعلومات على الارض الان لتحديد اهداف جديدة لطربها .

وخاصة الانفاق التي تعتبر اقوى اسلحة حماس .

حيث يختفي المقاتلون تحت الارض .

ويخرجون للجنود الاسرائيليين من حيث لا يحتسبون .

وبغير الانفاق يريد الاسرائيليون قلب المعادلة والاستفادتهم اكثر من فترة التوقف المؤقتة هذا .

عبر اعادة الانتشار وزيادة التأمين والتحصين للمواقع التي استولوا عليها شمال القطاع .

كما يريدون ضمان عدم عودة المهجرين منبيوتهم ومناطقهم في الشمال نحو الجنوب .

لذا كانت تجديد الاسرائيلي على اطلاق النار على كل من يحاول العودة .

وهذا ليس فقط رغبة من الاسرائيليين لعدم عودة النازحين .

وانما خوفا من تعزيز مواقع الحمسويين في الشمال .

ضنا ان هذا قد يمدهم بالمؤان وربما التعزيزات .

وفي هذا يقول الخبراء ان حماس اصلاً لا تعدمد على المدنيين ولا على اي طرف بمدها بما تحتاجه .

فغزة جميعها متواصلة فيما بينها تحت الارض وعبر الانفاق .

وبسهولة يمكن لمقاتل الحركة التنقل بين ارجاء القطاع دون الحاجة لاستخدام الطرق العادية والمكشوفة .

لكن اسرائيل تحاول التخفيف من هذه الحقيقة .

عبر تصوير قواتها بانها مسيطرة على الجزء الشمالي من القطاع وعلى هذا تمضي ايام الهدنة في التحضير لما بعدها .

فماذا سيكون بعدها ?

حرب ام وقف لاطلاق النار ?

وعن هذا السؤال فان كثيرين انقسموا حوله وفي محاولة الاجابة عنه لكنه ما رجح فانه استمرارٌ للقتال لكن بوتيرةٍ مختلفةٍ وشكلٍ مختلف لكن ما هو مختلفٌ عليه هو موعد استئناف القتال وذلك يعتمد على عدة عوامل منها جهود الوسطاء في تمديد الهدنة ونجاح عملية التبادل بين حماس واسرائيل فروية الاسرائيليين عائدين من الاسر قد تخفف الضغط على حكومة تل ابيب .

التي اعلنت ان احد اهدافها هو عودة من تسميهم المخطوفين .

وفي اعلامهم ساعوا جاهدين لتصوير ان الاتفاق الذي تم مع حماس جاء بعد الضربات التي قالوا انها مؤلمة للحركة .

كما يعتمد الامر على القرار الامريكي الذي يرزح تحت ضغوط الرأي العام الذي بدى مستاء من الدعم الامريكي لالة القتل الاسرائيلية .

وايضا الضغوط الدولية المتزيدة على اسرائيل لوقف الحرب .

وفي حال فشل جميع هذه الظروف باقناع اليمين الاسرائيلي الحاكم فانها وكما اعلن وزير الحرب فيها ستعاود القتال حتى تحقيق ما اعلنته من اهداف اي اقتلاع حماس واعادة اسرحة لكن كثيرين يرجحون كما ذكرنا ان يكون القتال بوتيرة اقل حدة خاصة من حيث قتل المدنيين الا اذا جن جنون الاسرائيليين وهذا يعتمد على رد فعل حماس بعد الهدنة .

فالحركة اعلنت مرارا انها جاهزة الاستمرار الحرب مهما طالت .

على الرغم من كون الاعلام العبري يقول ان احد ايجابيات الحرب هو جعل قوة حماس اكثر حدة حيث تناقص عدد الصواريخ التي تطلقها الحركة تجاه اسرائيل وهذا بنظرهم شبه انتصارٍ جزئي لكن الحركة تقول ان هذا فقط هو اقتصادٌ بالحرب .

فالحركة تريد تقنين ضرباتها وقوتها استعداداً لطول المعركة .

كما انها تريد جعلها انتقائيةً اكثر واقل عشوائية .

وبالتالي حتى حماس في حالة الشوط الثاني او استئناف الحرب فانها ستواصل استراتيجيتها بالصمود قدر المستطاع وتوجيه ضربات للاسرائيليين خاصة اولئك المتواجدين في مناطق القطاع او الجزء الشمالي منه .

ما يعني بالمحصلة ان الطرفين جاهزان لجزء جديد من القتال وما يتبقى فقط هو الارادة الدولية وخاصة الامريكية التي اما ان تدعم جهود تمديد الهدنة او تجديدها او حتى التمهيد لفرض هدنة اخرى .

بعد استئناف القتال ومن ثم التحضير لوقف كلي للقتال .

في حال تمكنت من اجبار اسرائيل على الاكتفاء من الدم خاصة مع استحالة تحقيق اي نصرٍ بالمعنى الذي تبحث عنه اسرائيل اي اقتلاع حماس وايضاً مع تبخر احلام التهجير ليتبقى فقط هو ايجاد صيغةٍ تقنع الرأي العام الاسرائيلي وخاصةً المتعصبة منه بان اسرائيلًا تصرت وايضًا اجاد صغةٍ تجبر حماس على اطلاق سراح جميع الاسرى الاسرائيليين من دون فرض شروطٍ مهينةٍ على الاسرائيليين وبخلاف ذلك يعني اطالة امد الحرب من دون اي طائل لتتحول الى حرب تكسير عظام ولمن يتمكن من الصمود أكثر وتحمل الخسائر أكثر اشتركوا في القناة